Toscanini مدير المنتدى BigBoss ViP كبير المكحرطين
الجنس : عدد المساهمات : 354 تاريخ التسجيل : 02/01/2010 العمر : 33 الموقع : فى سنتر الجامعة او عند مدرج المهدى او فى شارع اسكندرية او تل ابيب باختصار فى اى مكان العمل/الترفيه : طالب بكلية تجارة المزاج : رايق والحمد لله
| موضوع: رحلة إلى الدار الأخرة هام لكل مسلم الأربعاء مارس 10, 2010 4:37 am | |
| الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى أما بعد :
فإنه مهما عاش الإنسان في هذه الحياة ومهما طال به البقاء بها، ومهما استمتع بشهواتها وملذاتها، فإن المصير واحد والنهاية محتومة،
ولابد لكل إنسان من نهاية، وهذه النهاية هي الموت الذي لا مفر منه
قال تعالى: (كل نفس ذائقة الموت) آل عمران: 185
وقال الشاعر :
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوما على آله حدباء محمول
إنه لابد من يوم ترجع فيه الخلائق إلى الله جل وعلا ليحاسبهم على ما عملوا في هذه الدنيا،
قال تعالى: (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) البقرة، 281
يوم طالما نسيناه، يوم هو آخر الأيام، يوم تغص فيه الحناجر، فلا يوم بعده ولا يوم مثله،
إنه اليوم العظيم يوم كتبه الله على كل صغير وكبير، وكل جليل وحقير، إنه اليوم المشهود واللقاء الموعود.
ثم إنه قبل هذا اليوم لحظة ينتقل فيها الإنسان من دار الغرور إلى دار السرور، كل بحسب عمله، تلك اللحظة التي يلقي فيها الإنسان آخر النظرات على الأبناء والبنات
والإخوان، يلقي فيها آخر النظرات على هذه الدنيا، وتبدو على وجهه معالم السكرات، وتخرج من صميم قلبه الآهات والزفرات.
إنها اللحظة التي يعرف الإنسان فيها حقارة هذه الدنيا، إنها اللحظة التي يحس الإنسان فيها بالحسرة والألم على كل لحظة فرط فيها في جنب الله تعالى،
فهو يناديه: رباه، رباه: (رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت) المؤمنون: 99:100
إنها اللحظة الحاسمة والساعة القاصمة التي يدنو فيها ملك الموت لكي ينادي، فيا ليت شعري هل ينادي نداء النعيم أو نداء الجحيم ؟!!
إن الغربة الحقيقة إنما هي غربة اللحد والكفن، فهل تذكرت انطراحك على الفراش، وإذا بأيدي الأهل تقلبك،
فأشتد نزعك وصار الموت يجذبك من كل عرق، ثم أسلمت الروح إلى بارئها، والتفت الساق بالساق،
ثم قدموك بعد ذلك ليصلي عليك، ثم أنزلوك في القبر وحيدا فريدا، لا أم تقيم معك، ولا أب يرافقك، ولا أخ يؤنسك.
وهناك يحس المرء بدار غريبة ومنازل رهيبة عجيبة، وفي لحظة واحدة ينتقل العبد من دار الهوان إلى دار النعيم المقيم إن كان ممن تاب وأمن وعمل صالحا،
أو ينتقل إلى دار الجحيم والعذاب الأليم إن كان ممن أساء العمل وعصى المولى جل وعلا.
لقد طويت صفحات الغرور، وبدا للعبد هول البعث والنشور، مضت الملهيات والمغريات وبقيت التبعات ..
فلا إله إلا الله من ساعة تطوى فيها صحيفة المرء إما على الحسنات أو على السيئات،
ويحس بقلب متقطع من الألم والحسرة على أيام غفل فيها كثيرا عن الله واليوم الآخر ،
فها هي الدنيا بما فيها قد انتهت وانقضت أيامها سريعا،
وها هو الآن يستقبل معالم الجد أمام عينيه، ويسلم روحه لباريها،
وينتقل إلى الدار الآخرة بما فيها من الأهوال العظيمة.
في لحظة واحدة أصبح كأنه لم يك شيئا مذكورا …
فلا إله إلا الله من ساعة ينزل فيها الإنسان أول منازل الآخرة ويستقبل الحياة الجديدة،
فإما عيشة سعيدة، أو عيشة نكيدة والعياذ بالله.
ولا إله إلا الله من دار تقارب سكانها، وتفاوت عمارها، فقبر يتقلب في النعيم والرضوان المقيم،
وقبر في دركات الجحيم والعذاب الأليم، فهو ينادي ولكن لا مجيب، وهو يستعطف ولكن لا مستجيب.
فيا أخي الحبيب و يا اختى العزيزة :
يا من تعصي الله تصور نفسك وأنت واقف بين الخلائق ثم نودي باسمك:
أين فلان ابن فلان؟ هلم إلى العرض على الله
فقمت ترتعد فرائصك، وتضطرب قدمك وجميع جوارحك من شدة الخوف، قد تغير لونك، وتحل بك من الهم والغم والقلق ما الله به عليم.
وتصور وقوفك بين يدي بديع السموات والأرض وقلبك مملوء من الرعب
تقبلوا تحياتى اخيكم محمد | |
|